تفسير رؤية النبي أو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المنام.
تفسير الرسول في المنام – تفسير حلم رؤية الرسول في الحلم.
من أراد رؤية النبي عليه الصّلاة والسّلام فليكثر من الصّلاة عليه ولا يسأم من ذلك قال عليه السّلام من صلى علي صلاة صلى الله بها عليه عشراً، وكم يتمنى المرء أن تكون الصّلاة على النبي عليه السّلام تلهمها النفس كما تلهم النفس ترددها من غير إرادة، ففضل الصّلاة كبير عظيم لا يدركه إلا أولو الألباب العارفين المستبصرين.
وكذلك من أراد رؤية النّبي عليه الصّلاة والسّلام فليستشعر عظمته ومحبته في قلبه وليدرك إحتياج روحه اليه احتياج السمكة لماء البحر فكيف لهذا للسمكة أن تعيش بدون ماء وكيف للنبتة أن تعيش بدون سقاء، وفي الأثر ما روي من قصة بين العالم وأحد طلابه يسأله عن رؤية النّبي عليه السّلام فدعاه الى بيته وجهز له الطعام وجعله شديد الملوحة وحرمه من شرب الماء حتى اذا اًوى طالب العلم إلى نومه لم يرى في منامه سوى الأنهار والبحار فلامست رؤياه حاجة نفسه وتوقها للماء الذي حرم منه طوال يومه وكذلك رؤية النبي عليه الصّلاة والسّلام لا تتأتّى إلا بمثل ذلك فمن كان شوقه للنبي ورؤيته كحال ذلك الرجل حين إشتاق إلى الماء حين حرم منه فمن كان حاله كذلك وأكثر مع طاعة الله وإلتزام أوامره وإجتناب نواهيه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم بإذن الله جعلنا الله وإياكم ممن يكرم برؤية نبيه إن الله ولي ذلك والقادر عليه.
لقد ذكر الإمام ابن سيرين بأن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام هي رؤيا حق وصدق حيث استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه بأن من راًه في المنام فكأنما راًه في اليقظة وقال أيضاً في حديث اًخر لبعض أصحابه أن من راًه في المنام فقد رأى الحق وهذا دليل على صدق الرؤيا وأخذها على محمل الحق والجد، ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم هي علامة وبشرى للرائي بعظيم مكانته وحسن خاتمته بإذن الله فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يأتي في المنام الا للصادقين المخلصين، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه بأن الذي يراه في المنام فهو محرم على النار أي كان من أهل الجنة.
وأتبع الإمام ابن سيرين في تفصيل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حيث ذكر عدة حالات قد يتم رؤية النبي فيها عليه السلام ومن المؤكد بأن رؤية النبي عليه السلام هي رؤيا خير للرائي، فالمريض الذي يعاني من العلة والألم إن رأى في حلمه النبي محمد صلى الله عليه وسلم فإن رؤيته تشير الى الشفاء والمعافاة والصحة الجيدة التي يتمتع بها الرائي من بعد رؤيته، أما إن كان الرائي قد ضاقت به الدنيا وأصابته الهموم والغموم فإن رؤيته للنبي محمد صلى الله عليه وسلم هي بشارة بالفرج وتبدل الأحوال وأن السعادة تكون حليفه في دنياه، والرجل المديون الذي امتلأت ذمته بالديون إن رأى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المنام فإن هذه الرؤيه هي دلالة على توفيق الله لهذا العبد وأن الله سيعينه على قضاء تلك الديون.
والمجاهد في سبيل الله إن رأى النبي محمد عليه السلام في المنام كان نصر الله تعالى قريباً منه، والشخص الذي وجد في نفسه السعادة والسرور ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في الحلم فإن رؤيته هي اشارة الى العون والتوفيق الذي يناله الرائي من الله لكي يتمكن من اداء فريضة الحج عما قريب بإذن الله، أما بالنسبة لمن يرى في حلمه بأن النبي صلى الله عليه وسلم في أحد الأماكن المعروفة فإن رؤيته هي دليل على الخير والنعيم الذي ينزل على تلك المنطقة، فإن تمت رؤيته في منطقة صحراء وجافة فإن الرؤيه تشير الى تبدل أحوالها وزوال جفافها وأنها تصبح أرض مليئة بالزروع والخير.
أما إن تمت رؤية الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في مكان وقد انتشر فيه الخوف والفزع فإن معنى الرؤيه يدل على الطمأنينة والسكينة التي تعود الى تلك الأماكن عما قريب بإذن الله، وبالنسبة لمن يرى في حلمه بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكان وقد انعدم فيه العدل وطغى فيه الظلم فإن هذه الرؤيه تشير الى تبدل هذا الظلم الى عدل والرحمة والإحسان، وبالنسبة لمن يرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحلم وكأن وجه قد اسود وشحب وأصبح حزيناً فإن هذه الرؤيه هي دليل على قلة الدين وانتشار الفتن والبدع في ذلك المكان الذي تمت رؤية الرسول عليه السلام فيه.
وقيل بأن الذي يرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في منامه حيث قام الرائي بشرب بعض الدم النازف من النبي صلى الله عليه وسلم راجياً بركته ومن شدة محبته للنبي في خفية من أمره حيث لم يعلم أحد بذلك فإن تفسير هذه الرؤيه تشير الى المكانة العالية التي ينالها الرائي فهو سينال الشهادة في سبيل الله أثناء القتال لرفع راية الله في الأرض، أما من يقوم بالشرب من دماء النبي صلى الله عليه وسلم وكان هذا الأمر أمام الغير دون اخفاء فإن الرؤيه تشير الى الرياء والنفاق الذي استحل قلب الرائي وقيل بأن هذه الرؤيه تشير الى فساد الرائي واتباعه للبدع والأهواء وأهلها.
واما من يرى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه في أحد الأماكن وكأنه مصاب بالمرض ولكنه تعافى من ذلك المرض وشفي بإذن الله فإن هذه الرؤيه تشير الى الغفلة التي وقع بها أهل ذلك المكان ولكنهم يصلحون أمرهم فيما بعد ويرجعون الى رشدهم والى الطريق السليم واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يرى في حلمه بأن النبي محمد عليه السلام يركب الدابة في الحلم فإن الرؤيه تشير الى السفر الذي يخرج به الرائي لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يرى في الحلم بأن النبي محمد عليه السلام قد استقام في وقفته فإن الرؤيه تشير الى الاستقامة التي يرزق بها الرائي في واقعه.
وذكر الإمام ابن سيرين بأن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يؤذن في أحد الأماكن فإن هذه الرؤيه تشير الى تحول ذلك المكان الى حال أفضل وأنه يصبح عامر وخاصة إن كان هذا المكان قد أصابه الخراب، والشخص الذي يرى في حلمه بأنه قد زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم فإن هذه الرؤيه هي اشارة الى الغنى والثروة التي يحصل عليها الرائي في الواقع، والشخص الذي يرى في حلمه وكأنه والد النبي عليه السلام دلت الرؤيا على ضعف ايمانه وقلة معرفته في الدين، أما من رأى في حلمه وكأنه ابن للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فإن هذه الرؤيا هي اشارة الى خلوص دين الرائي.
والشخص الذي يرى في حلمه بأنه أخذ من النبي محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً ثميناً ومحبوباً في الدنيا فإن الرؤيا تشير الى الخير والرزق الذي يحصل عليه الرائي، أما من يرى بأنه يأخذ من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً عادياً أو رديئاً فإن هذه الرؤيه هي دلالة على الخلاص والنجاة من بعض المصائب التي أوشكت وأن تحل بالرائي في الحياة الواقعية، أما من يرى في الحلم بأنه يحوز أحد أعضاء جسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم فإن هذه الحالة هي اشارة الى البدع والضلال الذي يتبعه الرائي في واقعه، هذا والله تعالى أعلى وأعلم.